مناظرة أبي جعفرالباقر عليه السلام مع عبدالله بن نافع - وبالحق انزلناه -->
وبالحق انزلناه وبالحق انزلناه
test banner

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مناظرة أبي جعفرالباقر عليه السلام مع عبدالله بن نافع

مناظرة أبي جعفر عليه السلام مع عبدالله بن نافع

حدثني الأسيدي ومحمد بن مبشر أن عبد الله بن نافع الأزرق [1] كان يقول: لو أني علمت أن بين قطريها أحدا تبلغني إليه المطايا يخصمني أن عليا قتل أهل النهروان وهو لهم غير ظالم لرحلت إليه فقيل له: ولا ولده؟ فقال: أفي ولده عالم؟ فقيل له: هذا أول جهلك وهم يخلون من عالم؟! قال: فمن عالمهم اليوم؟ قيل: محمد بن علي بن الحسين بن علي (عليهم السلام) قال: فرحل إليه في صناديد أصحابه حتى أتى المدينة فأستأذن على أبي جعفر (عليه السلام)، فقيل له: هذا عبد الله بن نافع، فقال: وما يصنع بي وهو يبرأ مني ومن أبي طرفي النهار؟ فقال له أبو بصير الكوفي: جعلت فداك إن هذا يزعم أنه لو علم أن بين قطريها أحدا تبلغه المطايا إليه يخصمه أن عليا (عليه السلام) قتل أهل النهروان وهو لهم غير ظالم لرحل إليه، فقال له أبو جعفر(عليه السلام): أتراه جاءني مناظرا؟ قال: نعم، قال: يا غلام اخرج فحط رحله وقل له: إذا كان الغد فأتنا قال: فلما أصبح عبد الله بن نافع غدا في صناديد أصحابه  وبعث أبو جعفر (عليه السلام) إلى جميع أبناء المهاجرين والأنصار فجمعهم ثم خرج إلى الناس في ثوبين ممغرين [2] وأقبل على الناس كأنه فلقة قمر [3] فقال: الحمد لله محيث الحيث [4] ومكيف الكيف ومؤين الأين [5] الحمد لله الذي لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض - إلى آخر الآية - وأشهد أن لا إله إلا الله [وحده لا شريك له] وأشهد أن محمدا (صلى الله عليه وآله) عبده ورسوله اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم.

الحمد لله الذي أكرمنا بنبوته واختصنا بولايته، يا معشر أبناء المهاجرين و الأنصار من كانت عنده منقبة في علي بن أبي طالب (عليه السلام) فليقم وليتحدث قال: فقام الناس فسردوا [6] تلك المناقب - فقال عبد الله: أنا أروى لهذه المناقب من هؤلاء وإنما أحدث علي الكفر بعد تحكيمه الحكمين - حتى انتهوا في المناقب إلى حديث خيبر " لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا غير فرار لا يرجع حتى يفتح الله على يديه " فقال أبو جعفر (عليه السلام): ما تقول في هذا الحديث فقال: هو حق لا شك فيه ولكن أحدث الكفر بعد، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): ثكلتك أمك أخبرني عن الله عز وجل أحب علي بن أبي طالب يوم أحبه وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان أم لم يعلم؟ قال ابن نافع: أعد علي فقال له أبو جعفر (عليه السلام): أخبرني عن الله جل ذكره أحب علي بن أبي طالب يوم أحبه وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان أم لم يعلم؟
قال: إن قلت: لا، كفرت قال: فقال: قد علم قال: فأحبه الله على أن يعمل بطاعته أو على أن يعمل بمعصيته؟ فقال: على أن يعمل بطاعته [7]، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): فقم مخصوما، فقام وهو يقول: حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، الله أعلم حيث يجعل رسالته. روضة الكافي :ج 8 ص 272-273



[1]هو أصل فرقة الأزارقة من الخوارج واليه تنسب
[2] قال الفيروزآبادي: المغرة - ويحرك -: طين أحمر والممغر - كمعظم -: المصبوغ بها.
[3] الفلقة - بالكسر -: القطعة والشقة.
[4] أي جاعل المكان مكانا بايجاده. (آت)
[5] أي موجد الدهر والزمان فان الأين يكون بمعنى الزمان، يقال: آن أينك أي حان حينك.
ذكره الجوهري ويحتمل أن يكون بمعنى المكان لها تأكيدا للأول أو بأن يكون حيث للزمان، قال ابن
هشام: قال الأخفش: وقد ترد حيث للزمان ويحتمل أن يكون حيث تعليلية أي هو علة العلل و
وجاعل العلل عللا. (آت)
[6] قال الجوهري: فلان يسرد الحديث سردا إذا كان جيد السياق.
[7] أي لان يعمل والحاصل ان الله إنما يحب من يعمل بطاعته لأنه كذلك فكيف يحب من
يعلم أنه - على زعمك الفاسد - يكفر ويحبط جميع أعماله. (آت)

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

عن الموقع

author وبالحق انزلناه  ذاك حق الوقت لكن هذا الحق فيما يأتي به، في الأحكام التي تأتي. القرآن ذكر أمرين (بالحق أنزلناه) بالوقت المناسب، الحكمة التي اقتضت إنزاله في هذا الوقت. ثم (وبالحق نزل) ما ...

معرفة المزيد ←

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

وبالحق انزلناه

2020