…وفي المرة الثالثة أو الرابعة دفع علي في صدر أنس ، ثم دخل فقال له النبي صلى الله عليه وسم " ما الذي أبطأ بك يا علي ؟ " ، فقال : يا رسول الله ، هذه هي المرة الثالثة أو الرابعة التي يردني فيها أنس . فقال له-عليه السلام ، فقال أنس : يا رسول الله ، دعوت بدعائك الذي دعوت به فرجوت أن يكون امرأ من الأنصار . فقال له النبي الكريم – عليه السلام - : "إن الرجل قد يحب قومه " أي فعذره .
فقوله صلى الله عليه سلم : "اللهم ائتني بأحب خلقك إليك" ظاهره أنه أحب من سائل الأنبياء ، بل من النبي صلى الله عليه وسلم ، فضلاً عن كونه أحب من أبي بكر وعمر وعثمان ومن سائر صاحبة النبي – رضي الله عنهم أجمعين - .
…فهذا الحديث هو من الأحاديث التي يتقوى بها الشيعة وأهل الرفض ، ولكن الذي حير بعض الأئمة أن هذا الحديث طرق كثير جداً عن أنس – رضي الله عنه - ، وقد صححه ابن جرير الطبري – رحمه الله – وله فيه مؤلف .
__________
(1) انتظر : "مستدرك الحاكم " (2/130 ، 131) ، و "سير أعلام النبلاء " (17/168) .