كما أن نفس رسالة أبي داود في وصف سننه تعتبر أصلاً في هذا ، وعليها العمدة لجميع من تكلّم عن سنن أبي داود .
كذلك الشيخ " محمد بن لطفي الصبّاغ" أثابه الله ـ هو الذي حقّق رسالة أبي داود المذكورة ـ له أيضاً بحث قيم مطبوع على انفراد ، وطبع قديماً في مجلة أضواء الشريعة التي تصدر عن كلية الشريعة ، له كلام عن سنن أبي داود جيّد وممتع يمكن أن يستفاد منها أيضاً .
كما أن هناك بعض الأطروحات الجامعية ، ولكن لا أعرف شيئاً خرج منها إلى حيز الوجود ، سوى جزء لطيف وهو عبارة عن جزء من رسالة لأخينا الفاضل / عبد الله البرّاك ـ حفظه الله ورعاه ـ وهذا الجزء منشور ومتداول في المكتبات يمكن أن يُرجع إليه ، وفيه كلام مختصر ومهذب وجيد عن سنن أبي داود .
جامع الترمذي رحمه الله (1)
اسمه ونسبه :
هو الإمام الجهبذ : محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضَّحَّاك أبو عيسى السُّلَمي التٍّرمذي الضرير . ينسب ـ رحمه الله ـ إلى قبيلة سُليم ، والله أعلم ، هل هو من صلبهم أو كان ذلك بالولاء فلم أجد ما يدل على ذلك . وإن كان بعض من كتب من المتأخرين المعاصرين لنا يزعم أن جميع أصحاب الكتب الستة كلهم من الأعاجم ، فالله أعلم بذلك ، فسبق أن ذكرت أن مسلماً ـ رحمه الله ـ لا ندري هل هو عربي الأصل أو غير ذلك ، وهذا لا يضره ، فالأنساب لا تُقدٍّم ولا تؤخر ، ولكن العلماء اعتنوا بهذه المسألة فنذكرها استطراداً فقط لا لأجل تجسيد شيء مما يترتب على ذلك .
__________
(1) انظر : ثقات ابن حبان (9/153) ، ووفيات الأعيان (4/278) وتهذيب الكمال (26/250) وسير أعلام النبلاء (13/270) وميزان الاعتدال (3/ت8035) وتهذيب التهذيب (9/987) وشذرات الذهب (2/174) .
