كنا في حجرة إبراهيم التميمي ومعنا إبراهيم النخعي ، فحدثنا إبراهيم التميمي ، عن عمرو بن ميمون ، عن أبي عبد الله الجحدلي ، عن خزيمة بن ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسح على الخفين .
فمعنى هذا أن إبراهيم النخعي أخذ الحديث من ذلك المجلس ثم رواه عن أبي عبد الله الجحدلي بالعنعنة ، فأسقط راويين :
أسقط إبراهيم التميمي (الذي حدثهم بالحديث في ذلك المجلس) ، وأسقط شيخ إبراهيم التميمي ، وهو : عمرو بن ميمون الأزدي .
ثم نقل عن شيخه البخاري ما يدل على تأييده لوجهة نظره حينما حكم على حديث صفوان بن عسّال بالصحة فقال :
قال محمد بن إسماعيل : أحسن شيء في هذا الباب حديث صفوان بن عسّال المرادي .
ثم ابتدأ الترمذي بعد ذلك يبين آراء العلماء في فقه هذا الحديث ، قال ( أبو عيسى): وهو قول أكثر العلماء ( يعني مضمون هذا الحديث وما تضمنه هذا الحديث من معنى هو قول أكثر العلماء ) من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والتابعين ، ومن بعدهم من الفقهاء ، مثل سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد –يعني ابن حنبل- وإسحاق- يعني ابن راهوية - .
قالوا : يمسح المقيم يوماً وليلة ، والمسافر ثلاثة أيان ولياليهن .
ثم الترمذي –رحمه الله- يعنى أحياناً بإيراد الرأي المقابل ، فقال : قال (أبو عيسى) : وقد روي عن بعض أهل العلم أنهم لو يوقتوا في المسح على الخفين ، وهو قول مالك بن أنس .
فقوله : ( وقد روي ) يدل على عدم اختياره لهذا القول ، وعلي ترجيحه للقول الأول ، ونص على ذلك صراحة حينما قال : قال (أبو عيسى) : والتوقيت أصح .
