وهذه الفوائد التي أشار إليها أبو بكر بن العربي وابن رشد – رحمهما الله تعالى- نجد انها في مجملها تعود إلى أمرين :
الأمر الأول : الصناعة الحديثية ..... والأمر الثاني : فقه الحديث .
وهذا هو الذي أشرت إليه فيما سبق من أنه جمع بين طريقتي شيخيه : البخاري ومسلم .
مثال آخر لتأثر الإمام الترمذي بشيخه مسلم :
ومن الأمور التي يمكن أن أشير إلى تأثر الترمذي بشيخه مسلم من حيث الصناعة الحديثية :
طريقة إيراده للحديث من بعض الطرق . فنجده أحياناً –رحمه الله- يؤرد الحديث ويقرن شيوخه بعضهم مع بعض كأن يقول :
حدثنا قتيبة بن سعيد وعلى ابن حجر قالً : حدثنا فلان وفلان .
ومسلم –رحمه الله- يستخدم هذه الطريقة فيورد المتن الواحد بإسنادين بمساق واحد .
ومن ذلك استعماله لطريقة ( النحويل ) ، كأن يقول :
حدثنا قتيبة بن سعيد وعلي بن حجر قالاً : حدثنا غندر (مثلاً) [ح] ، وحدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا غندر قال : حدثنا شعبة ... ثم يورد الحديث بهذه الصورة .
فهذه تسمى طريقة التحويل فحينما أورد الحديث من طريق الشيخين السابقين جاء بلفظة (ح) التي تعني (حول) يعني تحول إلى إسناد آخر ، وأورد الحديث من طريق شيخ ثالث .
وهذه الطريقة يستخدمها مسلم وهذا معلوم لمن طالع كتاب مسلم ، وبينا هذا في شرح مسلم .
كما أنه في بعض الأحيان يورد الحديث بهذه الأسانيد مستقلاً سنداً ومتناً ، فقد يورد الحديث من طريق هناد بن السري كاملاً سنداً ومتناً ، ثم يورده بعد ذلك من طريق محمد بن المثنى (مثلاً) سنداً ومتناً أيضاً .
