الكلام على معنى الحديث الحسن عند الترمذي
وذكر أول من استخدم هذه اللفظة :
قد تأثر الترمذي ـ كذلك ـ بمدرسة علي بن المديني(1) . فعلي بن المديني هو من أكابر شيوخ البخاري ، والبخاري من أكابر شيوخ الترمذي ، فإذن هو متسلسل من هذه المدرسة ، وعلي بن المديني نجده من أول من أكثر من استخدام لفظة (حسن) أي : (إطلاق الحُسن على بعض الأحاديث ) ، ولم تكن هذه اللفظة مستعملة كثيراً في ذلك العصر ، ثم استعملها البخاري تأسياً بشيخ علي بن المديني .
ثم جاء الترمذي وأكثر من استخدام هذه اللفظة في كتابه وقعّد لهذه اللفظة حينما صّ في آخر كتابه (كتاب العلل الذي هو ملحق بكتابه الجامع) نصّ على أن الحديث الحسن عندنا هو : ما حَسُن إسناده ، وهذا نص منه نريد أن نشير إليه بعد قليل في اختلاف جرى في توجيه بعض عباراته ، فنص إذاً هاهنا أنه يقصد حُسن إسناد الحديث ، ولا يقصد شيئاً آخر .
__________
(1) هو علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم ، أبو الحسن بن المديني ، بصري ، ثقة ، ثبت ، إمام أهل عصره بالحديث وعلله ، حتى قال البخاري : ما استصغرت نفسي إلا عند علي بن المديني .
وقال فيه شيخه ابن عيينة : كنت أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني ، وقال النسائي : كأن اللهخلقه للحديث ، عابوا عليه إجابته في المحنة ، لكنه تنصل وتاب ، واعتذر بأنه كان خاف على نفسه من العاشرة ، مات سنة (134) على الصحيح ، روى له البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه في التفسير . التقريب ت : 5342 .
