فالبخاري ينقل عن الإمام أحمد أنه قال هذا الكلام ، والبخاري يقول هذا الكلام ، فتأثر الترمذي ـ رحمه الله ـ بهذه العبارة من هؤلاء الشيوخ ، ولذلك أكثر من استعمالها في كتابه .
الإشكال الذي حصل للعلماء من جراء هذه العبارة أنهم وجدوا أن هذه العبارة أحياناً تؤدي إلى معنى متناقض فقالوا : إن وصف الحديث بالحُسن والصحة في آن واحد في بعض الأحاديث غير متأتي ، وذلك أنهم قالوا : لأننا نجده يصف أحاديث من أعلى درجات الصحة بهذا الوصف ، فليس لقوله : حسن ـ معنى ، فلو قال : صحيح ، لكان هذا الكلام متجهاً ، لكن أن يقول : حسن ، فهذا غير متجه فابتدأ بعضهم يحاول أن يوجه كلام الترمذي هذا .
توجيه العلماء لقول الترمذي : " حسن صحيح " .
فمنهم من قال : إنه حينما يقول عن حديث إنه (حسن صحيح) يقصد أنه حسن باعتبار إسناد ، وصحيح باعتبار إسناد آخر ، فإذاً هذا الحديث ورد بأسانيد حسنة وورد بأسانيد صحيحة ، فإذاً هو حسن وصحيح .
__________
(1) أخرجه الترمذي (128) وقد أخرجه أبو داود (287) وابن ماجه (622 ، 627) وأحمد (6/439) وغيرهم .
