اسمه ولقبه وكنيته:
…شيخ الإسلام وإمام الأئمة في عصره، وفقيه الآفاق، أبوبكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري، الحافظ الحجة صاحب التصانيف.
مولده وشيوخه:
…ولد – رحمه الله تعالى – في سنة ثلاث وعشرين ومائتين ببلدة نيسابور، واعتنى منذ صغره بالحديث والفقه حتى صار يضرب به المثل في سعة العلم والإتقان.
…وقد حدث عن خلق كثيرين من الشيوخ منهم البخاري ومسلم وقد حدثا عنه أيضاً – أي البخاري ومسلم – في غير الصحيحين.
…كذلك من أكابر شيوخ ابن خزيمة: الفلاس، وأبوكريب: "محمد بن العلاء"، ومحمد بن المثنى "الزمن"، ومحمد بن بشار "بندار"، وغير هؤلاء كثير.
ثناء العلماء عليه وذكر مذهبه:
…قال الدارقطني – رحمه الله -: "كان ابن خزيمة إمماً ثبتاً معدوم النظير"، وكان رحمه الله – متجرداً للحق حتى وإن كان ينسب للمذهب الشافعي، ولكن لم يكن بالمتمذهب فيما يبدو للأذهان، أو فيما صار عليه المتأخرون الذين يتعصبون للمذهب، بل كان – رحمه الله تعالى – يقول: "ليس لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قول إذا صح الخبر"؛ فهذا دليل على تجرده – رحمه الله – للحق وعلى تعظيمه للسنة.
…يقول أبوبشير القطان: "رأى جار لابن خزيمة من أهل العلم كأن لوحاً عليه صورة نبينا صلى الله عليه وسلم، وابن خزيمة يصقله, فقال المعبر حينما ذكرت له هذه الرؤيا: هذا رجل يحيى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
…ويقول تلميذه ابن حبان: "ما ريت على وجه الأرض من يحفظ صناعة السنن، ويحفظ ألفاظها الصحاح وزياداتها حتى كأن السنن كلها بين عينيه – إلا محمد بن إسحاق بن خزيمة فقط" أهـ.
شجاعته وجرأته في الحق:
__________
(1) أنظر: الجرح والتعديل (7/196)، وتاريخ جرجان: 413، سير أعلام النبلاء (14/365)، وتذكرة الحفاظ (2/720)، وطبقات الشافعية (3/109)، والبداية والنهاية (11/149)، وشذرات الذهب (2/262).
