مولده ـ رحمه الله تعالي ـ في السنة التي توفي فيها إمامان عظيمان زهما : الشافعي ، وأبو داود الطيالسي ، وذلك في السنة الرابعة بعد المئتين للهجرة .
ووفاته ـ رحمه الله ـ بعد وفاة البخاري بنحو خمس سنين ، فالبخاري توفي في سنه ست وخمسين ومئتين ، ومسلم توفي في نحو سنة إحدي وستين ومئتين .
والبخاري ـ رحمه الله ـ من شيوخ مسلم ولكن لم يرو عنه مسلم في الصحيح ولا حديثاً واحدا ً والترمذي صاحب الجامع الصحيح من تلاميذ مسلم ونجده أنه في كتاب الجامع روي عن مسلم حديثاً واحداً ، وهو حديث أبي هريرة عن النبي أنه قال : " أحصوا هلال شعبان لرمضان " .
طلبه للعلم ، وسبب وفاته :
طلب ـ رحمه الله ـ العلم من الصغر ، وأول سماعه كان ببلده نيسابور وذلك في سنة ثمان عشرة ومئتين ثم حج بعد ذلك ورحل الى كثير من البلدان ولقي كثير من الشيوخ وكان رحمه الله ـ يتقوت ويتحري الحلال ، فكان له عقار ـ وهو الذي يقال له الضياع ـ وكان أيضاً مع ذلك يتجر ، فكان يتقوت من ذلك .
ويذكر في سبب وفاته أمر عجيب ـ لا أدري يصح أم لا ـ ، ولكنه مذكور في ترجمته ، وهو أنه ـ رحمه الله ـ سئل عن حديث أو مسئلة ، فمكث طول الليل وهويقلب ويراجع الى أن أدركه الفجر ، وكان بجانبه مكتل ـ زنبيل ـ فيه تمر وكان يقلب في الصفحات ويراجع ويأخذ من هذا التمر تمرة تمرة ، فما جاء الفجر الا وقد نفد ما في ذلك الزنبيل ، ووجد ـ رحمه الله ـ المسئلة التي كان يبحث عنها ولكن أكله من التمر أضر به من حيث لايشعر ، فكان سبب وفاته ـ رحمه الله ـ .؟
سبب تأليفه للصحيح :
