فالسنة هي المبينة للقرآن والموضحة له . ولولا السنة لما إستطاع أحد أن يعمل بكتاب الله ـ جل وعلا ـ لأن هناك كثير من الأمور المجملة كلها فصلتها السنة ، كالصلوات ، والزكاة ، والحج والصيام ، والحدود ، وغير ذلك من الأمور .
فلا نجد أن عدد الصلوات المفروضة في اليوم والليلة خمس صلوات في كتاب الله ـ جل وعلا ـ وإنما فصلت ذلك وبينته سنة النيي صلي الله عليه وسلم وكذلك الزكاة : عن صفتها وما فيها من التفصيل ، كل ذلك بينته السنة . والحج والصيام وغيرذلك من الأمور.
ولما كانت السنة في هذه الأهمية نجد أن صحابة النبي صلي الله عليه وسلم حرصوا كل الحرص على تلقي هذه السنة من النبي صلي الله عليه وسلم بكامل الحذر ـ فالواحد منهم يستشعر قيبول النبي صلي الله عليه وسلم " من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار " وقوله صلي الله عليه وسلم " من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " أو أحد الكاذبين ، أو " احد الكذابين " ـ على إختلاف الروايات في ذلك .
ثم إن هؤلاء الصحب الكرام من بالغ حرصهم ربما الواحد منهم لازم النبي صلي الله عليه وسلم هاجر الأهل والأوطان . كما صنع أبو هريرة رضي الله عنه ، وكان يلزم النبي صلي الله عليه وسلم على ملء بطنه فقط .
وبعضهم ربما كانت تشغله الدنيا وطلب المعيشة لكنه لا يريد أن يفوته من حديث النبي صلي الله عليه وسلم شيئ فلذلك يتفق مع بعض الصحابة الآخرين على التناوب على النبي نصلي الله عليه وسلم كما صنع عمر بن الخطاب ، وقصته كما هي معروفة في صيحيح البخاري حينما كان يتناوب مع جار له أنصاري مجالس النبي صلي الله عليه وسلم فيحدث هذا بما غاب عنه ذاك والعكس .
