ووجدونفرمحصورون كانوا يكتبون لأنفسهم كما صنع عبد الله بن عمر وبن العاص رضي الله عنهما ، ولسكن هؤلاء النفر ماكان عندهم من حديث النبي صلي الله عليه وسلم الشئ الكثير بحيث يشكل مصنفات كما هو واقع فيما بعد ذلك حينما دونت السنة ، ولكن كان الواحد منهم ربما دون بعض الأحاديث في صيحيفة من الصحف أو نحو ذلك .
والتفصيل في هذه المسألة ليس هذا موضعه ، لأن الأمر يطول حينما نتكلم عن تدوين السنة ، والسبب في أن النبي صلي الله عليه وسلم منعهم من كتابة الجديث ن وكيف كتبوه ، وما هي أقوال العلماء في التوفيق بين أحاديث الإباحة ؟ وهلم جرا . هذا الأمر يطول .
ولكن المقصود الإشارة الى أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم إنما دونت تدويناً بهذه الصورة ـ يعني على شكل مؤلفات ـ بعد ذلك بزمن . وكان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكر في تدوين السنة ، ولكنه إستخار الله شهراً كاملاً ثم رأى ألا تدون السنة . وكأنه خشي ـ رضي الله عنه ـ على الناس الداخلين في الاسلام حديثاً أن ينصرفوا الى السنة ويهملوا القرآن ، وربما دخل عليهم شيء من السنة في القرآن وبخاصة أن القرآن لم يجمع الجمع النهائي وإنما كان ذلك في عهد عثمان بن عفان رضي الله تعالي عنه .
