ونجد البخاري ـ رحمه الله يقول للترمذي : ما انتفعت ُ بك أكثر مما انفعت بي ، يقول : الذي انتفعت به منك أكثر مما انتفعت أنت به مني ، وهذا من تواضعه ـ رحمه الله ـ وإلا فإن الترمذي انتفع بالبخاري كثيراً .
ومن تأثره بالبخاري في علم الحديث ما يصاحب ذلك أيضاً من التفقه في الحديث ، ومعلوم بأن البخاري ـ كما سبق أن بيّناه ـ ممن برع في فقه الحديث ويظهر هذا واضحاً جلياً في تبويباته علىتلك الأحاديث التي يوردها في كتابه " الجامع " .
ولذلك يقول الذهبي : وتفقه في الحديث بالبخاري .
ومن يُطالع كتاب الترمذي يشهد له بالفقه كما يَشهد له أيضاً بالحديث ، فإننا نجده يُورد عقب كل حديث ما يدل على سعة فقهه ـ رحمه الله .
قوة حفظه ـ رحمه الله تعالى :ـ
__________
(1) رواه الترمذي (3729) في المناقب ، باب مناقب علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ من طريق علي بن المنذر .. وفيه قال علي بن المنذر : قلت لضرار بن صُرد : ما معنى هذا الحديث ؟ قال : لا يحل لأحد يستطرقه جُنباً غيري وغيرك . وإسناده ضعيف ، فيه عطية بن سعد العوفي الجَدَلي ، أبو الحسن ، قال الحافظ في التقريب (5190) " صدوق يخطئ كثيراً ، كان شيعياً مُدلساً " وقال الترمذي عن الحديث : " هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه " وقال النووي " إنما حسَّنه الترمذي بشواهده " .
وقال الحافظ ابن حجر في " أجوبة المشكاة" (3/1789 ، 1790) : " وورد لحديث أبي سعيد شاهد نحوه من حديث سعد بن أبي وقاص ، أخرجه البزار من رواية خارجة بن سعد عن أبيه ، ورواته ثقات والله أعلم " ا هـ .
وانظر تعليل الحديث في " الفتح " (7/12/13) وقال العلامة الألباني في المشكاة (6098) " وإسناده ضعيف " .
