…وقال بعده: وهذا خبر طويل قد خرجته في أبواب ذوات عدد.
…وقد يختصر الحديث من وسطه كما فعل في حديث عمران بن حصين في سفره مع النبي صلى الله عليه وسلم حيث ناموا عن صلاة الفجر، والحديث مشهور، وفي هذا الحديث يقول عمران – رضي الله عنه - : "فما أيقظنا إلا حر الشمس".
…قال ابن خزيمة في هذه الأثناء: "فذكر بعض الحديث ثم نادى بالصلاة"، ثم ذكر ابن خزيمة باقي الحديث. فجميع هذا يدل على أنه أراد الاختصار في كتابه هذا.
تعهده كتبه بالزيادة والتنقيح:
…وكعادة كثير من العلماء حينما يصنف الواحد منهم الكتاب نجده لايزال يتعهد كتابه هذا بالزيادة والحذف، والتنسيق، وما إلى ذلك، فنجد ابن خزيمة – رحمه الله – يصنع هذا الصنيع.
…يدل عليه ما يظهر من كلامه عن "المسند الكبير" حينما يقول مرة – كما سبق منذ قليل -: "قد خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب الصلاة في كتاب الكبير"، وهذا يدل على أنه صنفه قبل ذلك، ثم يعود مرة أخرى فيقول: "سأبين هذه المسئلة بتمامها في كتاب الصلاة في "المسند الكبير" لا "المختصر". وهذا يدل على أنه استدرك وسيلحق ذلك.
إملاؤه لكتبه ودليل ذلك:
…وعادته أيضاً كعادة كثير من علماء تلك العصور حينما يصنف الواحد منهم المصنف، ثم يمليه على تلاميذه إملاء، يدل على ذلك كثير من عباراته في ثنايا كتابه الصحيح(2)، قال: "وقد أمليت هذا الباب من كتاب الأيمان والنذور"، فيدل على أنه يملي الحديث إملاء.
__________
(1) أخرجه ابن خزيمة (177) (1/90)، وأعاده (357)، وقد أخرجه أيضاً أحمد (3/3)، وابن ماجه (427)، والدارمي (1/178)، وابن حبان (402)، وغيرهم.
(2) انظر: صحيح ابن خزيمة (1/232).
