تنبيه:
…أحب أن أبين أنه يوجد أحياناً بعض الأحاديث شديدة الضعف مثل ذلك الحديث الذي أخرجه ابن خزيمة في صحيحه في كتاب الصيام من رواية الصحابي سلمان الفارسي – رضي الله عنه -، وهو الحديث الطويل الذي يسند إليه من يذكر فضائل شهر رمضان، والذي فيه إن شهر رمضان "أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار"(1)
__________
(1) أخرجه ابن خزيمة (1887)، وترجم له: "باب فضائل شهر رمضان إن صح الخبر"، والمحاملي في "أماليه" (293) من طريق علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن سلمان رضي الله عنه.
- وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان التيمي البصري.
- قال ابن سعد: "كان كثير الحديث" فيه ضعف، ولا يحتج به".
- وقال أحمد: "ليس بالقوي".
- وقال عثمان الدارمي: "ليس بذلك القوي".
- وقال الجوزجاني: "واهي الحديث ضعيف".
- وقال ابن أبي خيثمة: "ضعيف في كل شيء".
- وقال ابن خزيمة: "لا أحتج به لسوء حفظه".
- وقال الحافظ في التقريب: "ضعيف".
- ونل ابن أبي حاتم عن أبيه في "علل الحديث (1/249): "حديث منكر".
تنبيه هام: قال ابن خزيمة في الترجمة: "إن صح الخبر"، ثم سقطت (إن) من بعض المراجع مثل "الترغيب والترهيب" للحافظ المنذري (2/95) وغيره، وعلى ذلك فسد المعنى، واغتر به بعض الوعاظ والمدرسين.
ومثله حديث: "لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها...الخ" الحديث.
رواه ابن خزيمة (1886) من وجهين عن جرير وقال: إن صح الخبر، فإن في القلب من جرير ابن أيوب البجلي، ورواه ابن الجوزي في (الموضوعات) (2/547 – 549) من طريق جرير بن أيوب البجلي، عن الشعبي، عن نافع بن بردة، عن أبي مسعود الغفاري. وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به: جرير بن أيوب.
قال يحيى: "ليس بشيء"، وقال الفضل بن دكين: "كان يضع الحديث". وقال النسائي والدارقطني: "متروك".
وقال د/ مصطفى الأعظمي المحقق لابن خزيمة: "إسناده ضعيف بل موضوع، جرير بن أيوب البجلي قال عنه البخاري: منكر الحديث" أهـ.