…هذا الحديث الطويل ضعيف شديد الضعف، مع العلم بأن بعض الناس يغتر بإخراج ابن خزيمة له في الصحيح، كما أنه – رحمه الله – قد يخرج أحاديث ضعيفة، ولكنه يخرجها لغرض من الأغراض وينبه على ذلك، وبعضها يتوقف في الحكم عليه بالصحة، كما سيأتي معنا بالأمثلة إن شاء الله تعالى.
أما بالنسبة للنقطة الثانية وهي:
هل صحيح ابن خزيمة مقدم على صحيح ابن حبان؟
فالذي يظهر من نظرة العلماء المتقدمين للكتابين أنهم يقدمون صحيح ابن خزيمة على صحيح ابن حبان، وبذلك صرح السيوطي صراحة وعليه درج الشيخ أحمد شاكر – رحمه الله – كما سبق ذكره عنه.
تقديم الشيخ شعيب الأرناؤوط لابن حبان على صحيح ابن خزيمة:
…وقد خالف في ذلك الشيخ شعيب الأرناؤوط محقق صحيح ابن حبان، وذكر في مقدمة تحقيقه لهذا الصحيح(1) كلاماً مقتضاه أنه يقدم صحيح ابن حبان على صحيح ابن خزيمة، وأنا لا أعلم أحداً سبقه إلى هذا.
…فيقول ما نصه:
…"إن ما ذهب إليه السيوطي لا يسلم له، إذ إن صنيع ابن خزيمة هذا يدل على أنه أدرج في صحيحه أحاديث لا تصح عنده ونبه على بعضها ولم ينبه على بعضها الآخر، ويتبين ذلك بجلاء من مراجعة القسم المطبوع من صحيحه، ففيه عدد غير قليل من الأسانيد الضعيفة، بالإضافة إلى أن عدداً لا بأس به من أحاديثه لا يرتقي عن رتبة الحسن، فأين هو من صحيح ابن حبان الذي غالب أحاديثه على شرط الصحيح...".
…ثم أخذ يسهب في الكلام إلى أن قال:
…"إن صحيح ابن حبان أعلى مرتبة من صحيح شيخه ابن خزيمة، بل إنه ليزاحم بعض الكتب الستة وينافس بعضها في درجاته"أهـ.
التعليق على كلام الشيخ شعيب الأرناؤوط:
__________
(1) انظر: "صحيح ابن حبان" تحقيق الشيخ شعيب الأرناؤوط (1/42، 43).