…الحديث الذي أوردته قبل قليل من رواية الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة: نبه ابن خزيمة على أنه لم يكن تنبه لعلة هذا الحديث حينما أورده، وبين بعد ذلك أن هناك واسطة بين الأعمش وأبي وائل.
…ومن أمثلة ذلك أخرج حديثاً(1) من طريق موسى بن أبي عثمان عن أبي هريرة ثم قال: "غلطنا في إخراج هذا الحديث لأن هذا مرسل؛ موسى بن أبي عثمان لم يسمع من أبي هريرة، أبوه أبوعثمان التبان عن أبي هريرة أخباراً سمعها منه".
…فبين أنه غلط حينما أخرج حديث الابن وإنما الذي سمع من أبي هريرة هو أبوه.
أمثلة للأحاديث التي أخرجها لصحة متنها وهو يعلم ضعفها:
…وأما ما عرف ضعفه هو، وأخرجه لكون المتن صحيحاً من غير هذا الطريق، أنه أخرج حديث: "أفطر الحاجم والمحجوم"(2)، أخرجه من طريق ثوبان – رضي الله عنه-، ثم أخرج عقبه من طريق الحسن البصري عن ثوبان ثم قال: "الحسن لم يسمع من ثوبان"، ثم قال: هذا الخبر – خبر ثوبان – عندي صحيح في هذا الإسناد – بمعنى أنه أخرج هذا الحديث من طريق الحسن البصري عن ثوبان-، مع العلم بأن الحسن لم يسمع من ثوبان؛ لأن هذا الحديث صحيح من الطريق الأولى، فهذه الطريق تعتبر متابعة، ولا يعتبر هذا الحديث لازماً لان خزيمة، على أنه أخرج حديثا في سنده انقطاع.
أمثلة للأحاديث التي أخرجها لكونها عارضت ما ذهب إليه:
__________
(1) انظر: صحيح ابن خزيمة (3/115).
(2) انظر: صحيح ابن خزيمة (3/236). وقد أخرجه من الطريق الأولى الموصولة طريق أبي أسماء الرحبي عن ثوبان: أخرجه أبوداود (2367، 2370، 2371)، وابن ماجه (1680)، وابن حبان (3532)، والحاكم (1/427)، وغيرهم.