عدد الأحاديث في صحيح البخاري :
ولما دون هذه الأحاديث في كتابه ، وكما نرى أنها بالمكرر بلغت سبعة آلاف ومائتي حديث وكسر ، وبغير المكرر كما يذكر الحافظ بن حجر بلغت ألفين وستمائة وحديثين فقط ، وهناك اختلاف في عدّ الأحاديث ، لكن ذكر الحافظ هذا في أحد أقواله .
هذه الأحاديث التي سواء بالمكرر أو غير المكرر انتقاها من ستمائة ألف حديث ، ولكن ليس المقصود بهذه الستمائة أنها ستمائة حديث مفردة ، كل حديث بإسناد وكل إسناد على متن الآخر ، بل المقصود من الستمائة ألف حديث أنها أحاديث بالتكرار ، فالحديث الواحد ـ أي المتن الواحد ـ قد يرد عن عدة من الصحابة ، نعتبره عنه حديثاً واحداُ ، وفي الحقيقة أنهم يعتبرون بعدد أولئك الصحابة .
بل إن الحديث الواحد عن الصحابي الواحد قد يرد من طريق عدة من التابعين عن ذلك الصحابي ، ونحن نعتبره حديثاً واحداً ، وهم يعتبرونه عدة أحاديث بعدد أؤلئك التابعين ، بل من بعد التابعين ومن بعدهم . فالحديث الواحد ربما وصل إلى عشرين حديثاً أو أكثر من العشرين .
ثم أن هذه الأحاديث ليست مرفوعة للنبي صلي الله عليه وسلم فقط ، بل يخالطها أيضاً الآثار الواردة عن الصحابة ، وربما التابعين .
فإذن هم يقصدون بالحديث الإسناد، والإسناد قد يكون مروياً به متن مرفوع للنيي صلي الله عليه وسلم أو أثر عن صحابي ، أو تابعي ، فلذلك لا نستغرب هذا العدد حينما يرد لأن المقصود هو ماذكر فقط .
