…فحينما قال : قال عثمان بن الهيثم لم يقل : حدثني أو حدثنا أو أخبرني أو أخبرنا عثمان بسن الهيثم ، ثم أننا نجد أنه صنع هذا في ثلاثة مواضع في صحيحه ، كلها يقول فيها : قال عثنان بن الهيثم ، فرأى العلماء أن هذا الحديث لم يجزم البخاري بتلقيه هو له عن شيخه عثمان بن الهيثم ، ولكنه يعرف تماماً أن شيخه عثمان بن الهيثم حدث بهذا الحديث ، ربما عرفه بواسطة أقرانه من تلاميذ الذين يشاركون في الرواية عن شيخه عثمان بن الهيثم هذا .قد يكون الدافع للبخاري أنه ما تلقاه فعلاً عن عثمان بن الهيثم ، وقد يكون الدافع له أنه شك في سماعه من عثمان بن الهيثم ، وإلا فالحديث بإسناد من أصح الصحيح ، يخرج البخاري أحاديث بهذا الإسناد ، وإنما دفعه إلى ذلك هذا الأمر الذي أشرت إليه .
…وربما كانالحديث أحياناً صحيحاً زلكنه على شرطه ، ويمثلون على هذا بحديث عائشة رضي الله تعالى عنها : " أن النبي كان يذكر الله على كل أحيانه " .
والبخاري رحمه الله جزم بهذا الحديث عن عائشة ، فقال : قالت عائشة : ( كان النبي يذكر الله على كل أحيانه ) . ولكن هذا الحديث إنما أخرجه بإسناد متصل " مسلم " في صحيحه ، فالبخاري يرى أنه صحيح ولكنه ليس على شرطه الذي اشترطه على نفسه .
فإذن هو يجزم به لأنه يرى أنه صحيح ولكنه لا يورده بإسناد متصل ، حتي لا يجعل لأحد مجالا للقدح في كتابه .
وأحياناً ربما كان ذلك الحديث صحيحاً ولكنه ليس من الأحاديث الصحيحة التي أخرجه " مسلم " في صحيحه ، ولكن ربما نوزع في صحة ذلك الحديث ، وربما كان الحديث دون ذلك فيكون من الأحاديث الحسنة لذاتها .
