الموقوف والمقطوع عند البخاري ومسلم :
أما بالنسبة للموقوف والمقطوعات ، والمقصود بالموقوف : ماكان من كلام الصحابي ، والمقطوع : ما كان من كلام التابعي فمن بعده.
البخاري ـ رحمه الله ـ يورد كثيراً من هذه الموقوفات والمقطوعات في كتابه وبالأخص في التبويب ، يستعين بها في تبويبه وفي الاستشهاد بها في فقه الحديث . وأما مسلم ـ رحمه الله ـ فهذه الموقوفات والمقطوعات في صحيحه قليلة جداً لا تقارن بما عند البخاري ، وإذا وجدت عند مسلم فإنما توجد لغرض ومناسبة ، ربما ظهرت لبعضنا ، وربما لم تظهر .
أما بالنسبة للموقوف فإن مسلماً ـ رحمه الله ـ يستعين به في فهم ذلك الحديث . وأول حديث عند مسلم ، وهو حديث ابن عمر في مجئ جبريل للنبي في صورة أعرابي ، وسؤاله إياه عن الساعة ـ السبب الذي دعا ابن عمر إلى إيراد ذلك الحديث : أن يحيي بن عمر وصاحبا له جاء الى عمر وذكر له القدرية الذين ظهروا وأصبحوا يقولون بالقدر ، فقال ابن عمر رضي الله عنهما : " إذا لقيت أؤلئك فأخبرهم أني برئ منهم وهم برءاء مني " فهذا يقال له : موقوف ، لأنه من كلام ابن عمر ، ثم ذكر بعد ذلك حديث جبريل ، إذا كلام ابتن عمر هاهنا جاء عرضاً في ضمن هذا الحديث المرفوع ولم يقصد مسلم رحمه الله إفراده عن الحديث أو المجئ به هكذا استقلالاً ، يخبر عرضاً ، ومع ذلك هو يعين في فهم هذا الحديث ، فأين عمر رضي الله عنهما يخبر بكلامه هذا أن هؤلاء الذين قالوا بهذه االمقولة يستحقون أن يتبرأ منهم المسلمون بسبب شناعة هذه المقالة .
