السبب بعد التأمل نجد أن هذا الحديث مداره على قتادة بن دعامة السدوسي يرويه عن أبي أيوب ـ يحيي بن مالك ـ عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، ثم نجد أن مسلماً أخرج هذا الحديث عن قتادة من أربع طرق ، من جملتها :
طريق هشام الدستوائي وطريق شعبة ، كلاهما يرويانه عن قتادة ، وأبخرجه من طريقين عن معاذ بن هشام الدستوائي عن أبيه قتادة ، وأخرجه من ثلاث طرق عن شعبة .
فصار الحديث بمجموع هذه الطرق له سبعة طرق ، يعني بدلا من أن يكون حديثاً واحداً صار سبعة أحاديث بالمكرر ، فهذا التعب في إخراج هذه الطرق جعل مسلماً رحمه الله يتذكر مقولة يحيي بن أبي كثير هذه ، وأن العلم يحتاج الى نشاط نفسي وعلو همة ، ولا يليق بطالب العلم أن يكسل عن تخريج مثل هذه الطرق ، فأورد هذه المقولة شحذا لهمم طلبة العلم وحثا لهم على عدم السآمة والملل . فهذا هو السبب الذي جعل مسلماً رحمه الله يورد مثل هذه المقولة عن يحيي بن أبي كثير .
