كذلك غير الدارقطني ممن نقد صحيح مسلم وهم ائمة ، وهؤلاء هم : ( ابن عمار الشهيد ، وأبو مسعود الدمشقي ، وأبو على الجباني ) . وهؤلاء نقدوا بعض الأحاديث التي لها علل من العلل التي اصطلح عليها أئمة الحديث ، نذكر منها :
1ـ كأن يكون الراجح في الحديث أنه مرسل فيورده مسلم موصولا ً .
2ـ أو يكون الراجح في الحديث أنه موقوف ، ويورده مسلم مرفوعاً .
3ـ أو يكون فيه زيادة راو ، أو سقط راو ، أو نحو ذلك من العلل التي يعلون بها .
وأما هذه العلل الظاهرة ، عنعنة أبي الزبير ، عنعنة الأعمش ، ونحو ذلك من العلل لا يتعرضون لها في صحيح مسلم لتيقنهم من أن هذه الأحاديث من صحيح أحاديث هؤلاء الرواه ، فنجد هؤلاء الأئمة الذين نقدوا صحيح مسلم ما تعرضوا للأحاديث التي رواها أبو الزبير بالعنعنة في صحيح مسلم .
فلأجل هذا نقول : إن تلك ألأحاديث التي من رواية أبي الزبير في صحيح مسلم لا تتعرض لها ، وأما ما كان في خارج صحيح مسلم فلربما كان فيه شيء من الأحاديث الصحيحة عند أهل العلم العارفين بالعلل ، ولكن بضاعتنا في العلم قليلة ولم يتحصل لهم من جمع الطرق ومعرفة صواب هذه الرواية من عدمها .
فلدلك يلجئنا الأمر والواقع الذي نعيشه الى أن نقول في هذه الأحاديث : إننا نتوقف عن تصحيحها الا ما ورد التصريح فيه بالسماع ، فليس عندنا ما عند هؤلاء الأئمة الفطاحل من المقدرة الحديثة التي تجعلنا نقبل الرواية التي بالعنعة لتقينا من أن هذا الراوي أصاب فيها ، هذه ليست عندنا ، ولذلك لا نصنع مثل صنيعهم ، وإنما نلجأ الى الأخذ بظاهر الرواية
