وهناك أحاديث فيها ضعف ، ويسكت عنها أبو داود ، ولكن ضعفها ضعف محتمل يصلح لأن يكون صالحاً في الشواهد والمتابعات .
وكذلك أيضاً نجده سكت عن أحاديث فيها نكارة ، وفيها وهن أو ضعف شديد ، ونذكر لذلك حديثاً كمثال لما نحن بصدده من الأحاديث التي فيها نكارة ، وذلك : ما أخرجه في كتاب الأدب من طريق سلم بن قتيبة عن داود بن أبي صالح عن نافع عن ابن عمرا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( نهى أن يمشي الرجل بين المرأتين)(1) .
هذا الحديث نجد أن العلماء حكموا عليه بالنكارة ، وذلك لأن فيه داود بن أبي صالح(2) هذا وهو منكر الحديث ، فهذا يحرم ما ذكره أبو داود .
ولكن هل هذه الأحاديث التي سَكت عنها أبو داود ـ وفيها وَهن شَديد ولم يُبينها ـ كثيرة ؟
الجواب : لا ، إنما هي أحاديث قليلة ، ولعلّ النادر لا حكم له ولا يقاس عليه .
__________
(1) أخرجه أبو داود : كتاب الأدب : باب في مشي النساء مع الرجال في الطريق (5273) ، تحقيق : عزت عبيد الدعاس .
(2) قال المنذري في مختصره للسنن : داود بن أبي صالح –هذا هو المدني- قال أبو حاتم الرازي : هو مجهول ، حدث بحديث منكر.
وقال أبو زرعة الرازي : لا أعرفه إلا في حديث واحد يرويه عن نافع عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهو حديث منكر ، اهـ.
وذكر البخاري هذا الحديث في تاريخه الكبير من رواية داود هذا ، وقال : لا يتابع عليه . اهـ.
وقال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الثقات ، حتى كأنه يتعمد لها . وذكر له هذا الحديث .
انظر : التاريخ الكبير (3/234) ، والجرح والتعديل (3/ت 1902) والمجروحين لابن حبان (1/290) .
