اختلاف العلماء في تسميته .
اختلف العلماء في تسمية هذا الكتاب فتعددت أسماؤه :
فنجد منهم من سمّاه بـ ( صحيح الترمذي) ، وهذا إطلاق الخطيب البغدادي كما نصّ على ذلك السيوطي في كتابه " تدريب الراوي" .
ومنهم من سمّاه بـ (الجامع الصحيح ) ، وهذا إطلاق الحاكم أبي عبد الله ، كما نصّ على ذلك السيوطي أيضاً .
ونجد هذا الكتاب طُبع بهذين الاسمين في عدة طبعات ، ومن جملة هذه الطبعات الطبعة التي بتحقيق الشيخ أحمد شاكر ـ رحمه الله ـ وهي متداولة في الأيدي الآن ، نجد أن اسم هذا الكتاب أثبت في هذه الطبعة هكذا ( الجامع الصحيح وهو سنن الترمذي ).
فهل إطلاق هذه اللفظة : ( صحيح ) على كتاب الترمذي صواب أو لا ؟
الحقيقة أن هذا الإطلاق إطلاق خطأ ، لأننا نجد في كتاب الترمذي الصحيح ، والحسن ، والضعيف ، والمنكر ، وشديد الضعف ، بل حتى الموضوع ، ولذلك هذه التسمية لا تناسب موضوع الكتاب ، ولم يزعم الترمذي ذلك –رحمه الله- .
ولذلك يقول الذهبي(1) –رحمه الله- في الجامع علم نافع ، وفوائد غزيرة ، ورؤوس المسائل ، وهو أحد أصول الإسلام ، لولا ما كدره بأحاديث واهية ، بعضها موضوع ، وكثير منها في الفضائل .
ويقول أيضاً : انحطت رتبة جامع الترمذي عن سنن أبي داود والنسائي لإخراجه حديث المصلوب ، والكلبي ، وأمثالهما .
__________
(1) انظر : سير أعلام النبلاء (13/274) .
