ولكن هذه التسمية –تسمية الكتاب بـ (الجامع) – نجد أنها مختصرة من الاسم الصحيح للكتاب ، فاسم الكتاب الحقيقي هو الآتي :
( الجامع المختصر من السنن عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعرفة الصحيح والمعلول وما عليه العمل ) .
هذه التسمية جاءت (صريحة) على بعض النسخ الخطية الحيدة لهذا الكتاب ، ومن أراد المزيد فليطالع رسالة بعنوان (تحقيق اسمي الصحيحين واسم جامع الترمذي) لـ (عبد الفتاح أبي غدة) .
منهج الترمذي في هذا الكتاب :
نجد أنه –رحمه الله- لا يستعمل لفظة كتاب ، وإنما يستعمل لفظة أبواب ، فتجده يقول : أبواب الطهارة ، أبواب الصلاة ، أبواب الفتن ... ثم تحت هذا العنوان يبدأ يعدد ، فيقول : باب كذا ، باب كذا ، ويعنون عناوين متأثراً في إيراده لهذه العناوين بشيخه البخاري ، فإن هذه العناوين تدل على مضمون ما يقع تحت تلك العناوين من الأحاديث التي يوردها .
فنجده يترجم للمسألة –وهو العنوان والتبويب الذي يضعه- ويورد تحت ذلك الباب حديثاً أو أكثر ، ثم إذا فرغ من إيراد الحديث اتبع ذلك بآراء الفقهاء في المسألة وعلمهم بالحديث ، ويتكلم على درجة الأحاديث تصحيحاً وتحسيناً ، وتضعيفاً ، ويتكلم في الرجال والأسانيد ، وما تشتمل عليه هذه الأسانيد من علل ، ويذكر ما للحديث من طرق ، ثم إن كان هناك أحاديث أخرى تناسب الترجمة أشار إليها بقوله : وفي الباب عن فلان وفلان من الصحابة .
وقد يخرج بعض هذه الأحاديث عقب إشارته لها وهذا قليل ، وقد يكون بعضها مخرجاً عنده في موضع آخر من كتابه .
تأثره بشيخيه البخاري ومسلم في تأليفه للكتاب :
