لما سئل البخاري ـ رحمه الله ـ عن عمره آنذاك حينما رد على شيخه كم كان ؟ أجاب بأن عمره كان إحدي عشرة سنة .
وهذا السن بلا شك أنه يهيأ للإنسان أن يصل إلى هذه الدرجة إلا أن يكون نابغاً . وهكذا كان ـ رحمه الله تعالي ـ بل إنه لا يكاد ترك بلداً من البلدان لم يرحل إليها في طلب العلم ، ولكنه حينما كان يجلس عند الشيوخ لم يكن يكتب ، وكان بعض الطلبة ربما انتقده على هذا الصنيع ، فإذا رآهم يلحون عليه حتي إنهم في بعض الأحيان يصلحون كتبهم من حفظ البخاري .
وهو الذي يقول عن نفسه " رب حديث سمعته في البصرة وكتبته بالشام " .
لا يتفرغ للكتابة إلا بعد مدة مديدة اا فهو يحفظ ثم يترك الكتابة بعد ذلك ، وربما أجل الكتابة إلى أن يصل إلى بلده " بخارى" .
تنبيه :
ومن القصص التي أوردها لأجل التنبيه عليها ، تلك القصية التي اشتهرت وانتشرت ، وفي الحقيقة الذهن يسابعدها ، وقد نكون مخطئين في الاسبتبعاد بسبب قصور فهمنا ، وعدم وجود من هو بهذه الصفة فيما بيننا ، ولكن ـ على كل حال ـ حيث الإسناد الحديثي هي لا تثبت ، فإذا لم يثبت الإسناد لا نثبت المتن حتي يثبت الإسناد ذكروا أن ـ البخاري رحمه الله ـ عزم على الرحيل إلى بغداد ، وعلم به أهل بغداد فحينما علموا به استعدوا للقائه ، فشهرته كانت قد بلغت الآفاق ، وحفظه كان مضرب المثل ، فاستعدوا لرؤية البخاري هذا الذي يتحدث عنه ، ويذكر عنه من الحفظ مايذكر ، فحينما قدم عليهم كان بعض طلبة العلم استعدوا لامتحانه ليروا هل هو حافظ كما يذكر عنه أو لا ؟ .
