ذكر بعض الأمثلة:
…ومن الأمثلة التي تدل على ما ذكرنا الحديث الذي أخرجه من طريق الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة ثم قال بعده: "هذا الخبر له علة لم يسمعه الأعمش من شقيق، لم أكن فهمته في الوقت"(1).
…يعني في وقت تدوينه لهذا الحديث لم يكن فهم هذه العلة، يدل عليها أنه اطلع عليها بعد ذلك ثم ألحق هذا الكلام إلحاقاً، فهذا يدل على شدة تحريه – رحمه الله -.
…وكذلك الحديث الذي رواه من طريق ابن إسحاق، ثم قال بعد ذلك: "أنا استثنيت صحة هذا الخبر"(2).
…يقول: هذا ليس على شرطي، فهذا يعتبر من الأحاديث المستثناة – أي لا أحكم عليه بالصحة – لماذا؟
…قال: "لأني خائف أن يكون محمد بن إسحاق(3) لم يسمع من محمد بن مسلم وإنما دله عنه". وابن إسحاق كما هو معروف لكثير من طلبة العلم ممن عرف بالتدليس.
__________
(1) انظر: "صحيح ابن خزيمة": (1/25، 26).
(2) المصدر السابق : (1/71).
(3) محمد بن إسحاق بن يسار، أبوبكر المطلي مولاهم، المدني، نزيل العراق، إمام المغازي، صدوق يدلس ورمي بالتشيع والقدر، من صغار الخامسة، مات سنة 150، ويقال بعدها، روى له البخاري تعليقاً وباقي السنة. تقريب ت: 6424.
