…الحافظ ابن حجر – رحمه الله – ذكر هذا الحديث في الفتح(1)، وقال: صححه ابن خزيمة، ثم أخذ يذكر علل هذا الحديث.
…وهذا غلط من الحافظ على ابن خزيمة، فإن ابن خزيمة لم يصحح الحديث، وإنما قال: "إن صح الخبر فإني لا أعرف ابن المطوس ولا أباه". هو إذا متوقف عن الحكم على هذا الحديث بالصحة حينما قال: "إن صح الخبر".
…ومع هذا فلسنا نبريء ابن خزيمة من الوقوع في الوهم والخطأ، بل كل يخطيء، لكن ليس الأمر كما ذكر عنه، وإلا فالوهم يقع له كما يقع لغيره من البشر؛ لأنهم غير معصومين، ولكن من نظر إلى كلامه وشرطه وتحريه علم أنه – رحمه الله – كان حريصاً على أن لا يقع له شيء من التساهل أو الوهم.
ثناء الحافظ الذهبي عليه(2):
…قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: "كان هذا الإمام جهبذاً بصيراً بالرجال، فقال فيما رواه عنه أبوبكر محمد بن جعفر شيخ الحاكم: لست أحتج بشهر بن حوشب ولا بحريز بن عثمان لمذهبه(3)،ولا بعبد الله بن عمر – ليس الصحابي وإنما أحد الرواة المضعفين، - ولا ببقية – يعني ابن الوليد-، ولا بمقاتل بن حبان، ولا بأشعث بن سوار، ولا بعلي بن جدعان لسوء حفظه، ولا بعاصم بن عبيد الله، ولا بابن عقيل، ولا بابن يزيد بن أبي زياد، ولا بمجالد، ولا بحجاج بن أرطأة إذا قال: عن، ولا بأبي حذيفة النهدي، ولا بجعفر بن برقان، ولا بأبي معشر نجيح – يعني السعدي -، ولا بعمر بن أبي سلمة، ولا بقابوس بن أبي ظبيان... ثم سمى خلفاً دون هؤلاء في العدالة، فإن المذكورين احتج بهم غير واحد"أهـ.
…كأنه يبين أن هؤلاء الذين احتج بهم غير واحد واجتنب ابن خزيمة تخريج حديثهم في صحيحه – هذا يدل على شدة تحريه.
ملخص منهج ابن خزيمة في صحيحه:
__________
(1) انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري (4/161).
(2) انظر: سير أعلام النبلاء (14/373).
(3) لأن حريز بن عثمان ناصبي، والنواصب هم الذين يغضون أهل البيت.